فاطمة السعدي: هدفنا تمكين المرأة السورية اقتصادياً ومعرفياً وحقوقياً

فاطمة السعدي: هدفنا تمكين المرأة السورية اقتصادياً ومعرفياً وحقوقياً

لم تأت فكرة تأسيس "هيئة دعم وتمكين المرأة" على بال السيدة "فاطمة السعدي" من فراغ، لكن الفكرة تولدت وتخمرت بعد معايشتها لكثير من مشاكل السيدات السوريات اللاجئات في تركيا أثناء عملها كمتطوعة لدى الهلال الأحمر.

وفي حوار مع "اقتصاد" تجمل "السعدي" التي تترأس المنظمة أهدافها بتمكين المرأة السورية ودعمها نفسياً واجتماعياً واقتصادياً.

وإلى نص اللقاء:

- كيف انطلقت الفكرة (هيئة دعم وتمكين المرأة)، ومتى أبصرت النور، والأهداف؟

الفكرة انطلقت نحو التنفيذ في أواخر العام 2017، حينها بدأنا بعقد اجتماعات في الداخل السوري في جرابلس وعفرين واعزاز، من خلال لجان كانت مشكلة مسبقاً لمعالجة هذه القضية. ومع تكرار الاجتماعات تبلورت الفكرة واختمرت، وصولاً إلى الإعلان عن افتتاح الهيئة في تشرين الثاني 2017.

الهدف يكشف عنه اسم الهيئة، فهي موجهة لخدمة السوريات وتمكينهن في المجالات السياسية والثقافية والحقوقية والاقتصادية.

ليس بخافٍ على أحد حجم معاناة المرأة السورية، فهي تحملت العبء الأكبر للثورة السورية، وتجلت هذه الأعباء بصورة كبيرة في حالات النزوح واللجوء، فالمرأة مطلوب منها أن تهتم بشأن أسرتها وأطفالها وزوجها ونفسها وسط كل هذه الظروف غير المعتادة.

في العام 2012، اضطرت للنزوح إلى تركيا، وبحكم عملي كناشطة في الهلال الأحمر، عاينت عن كثب الكثير من الحالات المأساوية التي كانت ضحيتها المرأة، ومنذ ذلك الحين تولدت لدي فكرة تأسيس جمعية أو منظمة تكون عوناً للسوريات.
كما أسلفت، تمكين المرأة هو غاية هذه الهيئة، وحتى نمكن المرأة السورية هنا في تركيا، يجب علينا أن نعلمها اللغة التركية حتى تستطيع البحث عن فرصة عمل.
- تعليم اللغة التركية واحد من مشاريعكم، ما هي المشاريع الأخرى، ومن الجهة التي تمدكم بالدعم؟
وضعنا نصب أعيننا تعليم اللغة التركية للنساء، لأن تعلم اللغة يعني فتح الآفاق أمام السوريات في تركيا سواء في مجال التعليم العالي والدخول إلى الجامعات أو في مجال سوق العمل، وإلى جانب تعليم اللغة (تومر)، نقوم بتنظيم دورات قانونية وصحية وثقافية، بغرض توعية المرأة بحقوقها في المجتمع التركي.
الآن نقوم بدراسة وإعداد مشاريع جديدة وتقديمها للمنظمات الداعمة والأمم المتحدة على أمل أن تحظى بتمويل جيد، أما عن تمويلنا فنحن كمتطوعات نؤمن بالفكرة، الهيئة للآن غير ممولة بشكل ثابت من جهة محددة.
وحالياً نحن بصدد مساعدة الأرامل السوريات في كلس اقتصادياً، لدينا حوالي 1000 أرملة مسجلة وموثقة لدينا لكن العدد بكلس أكثر بكثير، وسنقوم بتوزيع كروت تسوق بقيمة 100 ليرة تركية للواحدة، لمساعدتهن على شراء بعض الحاجات الضرورية من غذاء ولباس لعله يسد بعض الاحتياجات.
أما فيما يخص الدعم التركي المقدم للهيئة، لا يخفى على أحد ما تقدمه الدولة التركية المتمثلة بحكومة العدالة والتنمية وبمتابعة مباشرة من شخص الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان من مساعٍ ونشاطات لدعم قضية الشعب السوري في نيل حريته مشكورة.
-    ما هي أهم المشاكل التي تواجه المرأة السورية بتركيا؟
العنف ضد المرأة، والزواج بدون توثيق قانوني في المحاكم، والزواج في سن مبكرة إلى جانب الأعباء الاقتصادية.
-    إلى أي مدى نستطيع القول بأن هذه البرامج قادرة على الحد من هذه المشاكل؟
الأساس لمعالجة هذه المشاكل هم السوريون أنفسهم، ونراهن هنا على رفع الوعي الحقوقي لدى المرأة، وكذلك الزواج دون سن 18، ودورنا أيضاً أن نوضح العواقب والتبعات الناجمة عن الإجراءات المتخذة بشكل غير قانوني ورسمي.
- هذا في تركيا، ماذا عن أفرع الهيئة في الداخل السوري؟
عملنا بالداخل السوري مشابه تماماً للعمل هنا في كلس، فهناك يتم تنظيم دورات تعليم اللغة التركية، والدورات الحقوقية والصحية، لكننا نواجه بعض المشاكل هناك ونسعى بالاشتراك مع الفاعلين على الأرض لتداركها.