المبادرة الشخصية كانت طريق غسان إلى العمل بالسويد قبل صدور إذن الإقامة

المبادرة الشخصية كانت طريق غسان إلى العمل بالسويد قبل صدور إذن الإقامة

وصل غسان الصفدي إلى السويد منذ أربعة أشهر ونصف، قادماً من سوريا، وهو بعمر الـ 38 عاماً.
كان غسّان يعمل فنياً بالتمديدات الكهربائية في بلده، ما أتاح له أن يقدم مبادرة طوعية للعمل دون مقابل في مسكن اللاجئين الذي يقيم به في بلدة Stavsjö التابعة لبلدية نيشوبينغ ، لكن في الأخير أثمرت هذه المبادرة إلى توظيفه.
يقول غسان لـ "الكومبس" أنا أعمل في الكهرباء في بلدي منذ العام 1993 حيث بدأت بوضع لوحة على دراجتي الهوائية مكتوب عليها اسمي وهاتف منزلي عارضاً فيها خدمة تصليح كهرباء، ومع العمل المتواصل كوّنت شركة صغيرة بـ 16 موظفاً، ثم وضعت اللوحة التي انطلقت بها خلف مكتبي.
ويتابع قوله: "تطوعت بعدها في الصليب الأحمر وعملت لمدة أربع سنوات، لكن الحرب تسببت بمغادرتي للبلاد ولجوئي إلى السويد".

"العمل في فندق اللاجئين"
بعدما وصل غسان إلى فندق اللاجئين في ستافخو منذ أربعة أشهر ونصف، بدأ يطالب بشكل متواصل بالعمل في الفندق، حتى وافقت إدارته لكن دون راتب، بما أنه يملك تصريح عمل من مصلحة الهجرة، فجرى اختباره من مدير الفندق.
يقول غسان: "كانت هناك مشكلة في أجهزة الإنارة الموجودة في مطعم الفندق، دون أن تتمكن الورشات المتوفرة بالمنطقة من إصلاحها، فعرض علي المدير حل المشكلة، وقمت بدوري بمعرفة مكان التغذية الكهربائية واللوحة المعطلة، فأصلحتها، وهذا ما أفرح المدير جداً، وبعد تطوعي لمدة أربعة أشهر، جرى توظيفي قبل فترة قصيرة، دون أن أتوقع ذلك".

لماذا عملت كمتطوع وكيف قررت ذلك؟
كنت أعمل في سوريا بداية بمبلغ زهيد جداً، وهذا ما أكسبني زبائن كثر، فقلت سأبدأ بنفس الطريقة في السويد، فأصبح لدي علاقات جيدة مع أهل البلدة، حيث دعاني أحدهم إلى عشاء عيد الميلاد مع أسرته، وأهداني آخر دراجة هوائية، وسأضع عليها لافتة تماماً كالذي فعلته في سوريا.
يتابع غسان: "القائمون على الفندق سعيدون جداً، وعلاقتي ممتازة معهم، وكي أوسع نطاق عملي ترجمت شهادة قيادة السيارة، وأصبحت أشتري حاجيات الفندق عبر سيارتهم، فازدادت ثقة الناس بي، وكلما أحتك بهم أكثر، كلما تتحسن نظرتهم إلى المهاجرين عموماً، ويقولون لي دوماً إنني أسير في الطريق الصحيح".

هل ألهمت تجربتك باقي اللاجئين وشجعتهم على التطوع والعمل من أجل الاندماج؟
نحن 150 شخصاً في الفندق، وتجربتي شجعت العديد من طالبي اللجوء، فعرض أحدهم مؤخراً على إدارة الفندق العمل متطوعاً، وأنا سعيد جداً بتحرك الجميع وبأنني كنت حافزاً لهم، فالمفروض أن نقوم بشيء ما، ونعمل بالمجان، ونقيم علاقات، حتى نريهم من نحن، وعندما زارتني مصلحة الهجرة سألوني عن سبب تطوعي، فأجبتهم بأني أرغب برد الجميل إلى ما يقدمه لي هذا البلد.
يضيف غسان: "أحاول استخدام اللغة السويدية في بداية الحديث وعندما أعجز عن الاستمرار استعمل الانكليزية، لكني اشتركت في مكتبة وبدأت بتعلم اللغة لوحدي واستفيد من الموظفين السويديين، حتى إني دعوت بعض أهالي البلدة، إلى فطور على الطريقة السورية".