تركيا: ما هو مصير المعلمين السوريين بعد تقليص المراكز المؤقتة!

تركيا: ما هو مصير المعلمين السوريين بعد تقليص المراكز المؤقتة!

قال مدير التعليم في مدينة اسطنبول ليفينت يازجي، إن عدد المراكز التعليمية المؤقتة في اسطنبول انخفض إلى 16 مركزاً هذا العام، بعد أن كان العام الماضي  55 مركزاً، مؤكداً أن اندماج الطلاب السوريين مع الأتراك يشهد تطوراً ملحوظاً، تزامناً مع نقل معلمين سوريين من المدارس المؤقتة إلى المدارس الحكومية التركية.

 

وأضاف يازجي في حديث للأناضول أمس الخميس، أنه سيتم إغلاق جميع المراكز المؤقتة بحلول العام الدراسي القادم 2019 – 2020.
 
وأوضح أن عدد الطلاب السوريين في المدارس  الحكومية بتركيا يبلغ 78 ألفاً و357 طالباً في الوقت الحالي، مقابل 8 آلاف و 797 طالباً في مراكز التعليم المؤقتة.
 
أمّا فيما يتعلّق بالمعلمين السوريين، أوضح الناشط في المجال التعليمي والتربوي في تركيا كنان سليمان، وهو معلم بمدرسة سورية تركية بمدينة اسطنبول على صفحة معلمون في تركيا على "فيسبوك"، أنه تم تكليف العديد من المعلمين السوريين بالتدريس في المدارس التركية الحكومية بدءاً من التاسع من الشهر الجاري، وخاصة اللغة العربية والقرآن واللغة الإنكليزية، بدوام لا يزيد عن 21 ساعة في الأسبوع.

 وأضاف، أن الذين سيعملون في مديريات التربية  ومراكز التعليم الشعبي ومراكز التعليم المهني ومراكز الإرشاد والبحوث ستكون مهماتهم  في الترجمة والمساعدة في التسجيل، ومسح ميداني للبحث عن الأطفال المتخلفين عن المدارس، إضافة لتحديد الأطفال الذين هم بحاجة لعناية خاصة أو الأطفال الموهوبين سواء أكانوا سوريين أم من جنسيات أخرى وتوجيههم إلى المراكز الخاصة بهم.
 
أما المدرّسون المفروزون في المدارس التركية الرسمية فمهمتهم العمل على تحقيق التوافق بين المدرسة وبين الطلاب السوريين أو الأجانب، والعمل على استمرارية دوامهم في المدرسة ومتابعة أوضاعهم، إضافة لرصد الطلاب غير المتوافقين، وإعلام الإدارة بوضعهم وتوجيههم.
 
كما سيعملون على مشاركة مركز الإرشاد في المدرسة بالذهاب لزيارة الأهالي، والتنسيق بين أولياء الطلاب وإدارة المدرسة، ومساعدة الإدارة في أمور الترجمة، وفتح دورات تقوية في حال الضرورة حسب الاختصاص، ومساعدة الإدارة بالمهام الأخرى التي توكلهم  بها.
 
وأشار إلى أن الأسماء التي لم تفرز بعد ستستمر في المدارس المؤقتة لحين نهاية العام، لحين إغلاق المراكز المؤقتة نهائياً، ليصدر حينها قرار بخصوصهم ويتم توزيعهم أسوة بزملائهم السابقين.
 
من جهتها قالت المعلمة آية محمود لروزنة، إنه تم فرز العديد من زملائها المعلمين إلى مدارس تركية، بعضهم استاء بسبب وظيفته الجديدة، كإحدى المعلمات التي تم فرزها إلى صفوف روضة أطفال، بعد أن كانت تعلم الطلاب السوريين بمراحل متقدمة، وأضافت أنه تم فرز معلمة أخرى اختصاصها لغة عربية، إلى منصب إداري في تسجيل الغياب والحضور والعمل على الحاسوب.

 ولفتت أن فرز المعلمين إلى المدارس التركية، أدى لإضافة حصص دراسية إلى المعلمين الموجودين في المراكز المؤقتة، وبالتالي ضغطاً إضافياً على المعلمين، وخاصة في المرحلة القادمة التي سيتم فيها فرز معلمين جدد إلى مدارس تركية ، وربما خللًا وفراغاً في الحصص لا يملؤه المعلمون الموجودون في المراكز المؤقتة.
 
وبحسب الإحصاءات الصادرة عن المديرية العامة للهجرة، فإن هناك قرابة 833 طفلاً سورياً في سن الدراسة داخل تركيا، منهم 484 ألفاً، يتلقون تعليمهم ضمن مؤسسات تعليمية بعضها دائم، ومنها ما هو مؤقت.
 
وأصدرت وزارة التعليم التركية في وقت سابق قراراً إلزامياً يقضي بدمج الطلاب السوريين في الصف الخامس والتاسع، في المدارس التركية، في وقت أكدت وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، أن جميع الطلاب السوريين في تركيا سيندمجون في المدارس التركية بحلول العام الدراسي 2018 -2019.
 
يذكر أن القرار التركي بدمج الطلاب السوريين في المدارس التركية لاقى قبولاً كبيراً من السوريين واعتبروه خطوةً مهمة في طريق الاندماج مع المجتمع التركي، فيما أدى القرار إلى تسرُّب عدد من الطلبة من المدارس وعدم الالتحاق بالمدارس التركية.
 
وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، موزعين على مدن وبلدات في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها: "عينتاب، هاتاي، أورفا، واستانبول"، فيما يعيش 250 ألف منهم في مخيمات قريبة من الحدود التركية مع سوريا جنوب البلاد،  حيث فرّ معظمهم هربًا من الحرب الدائرة في بلادهم.