ما الصعوبات التي تواجه الطلاب السوريين بعد دمجهم في المدارس التركية؟

ما الصعوبات التي تواجه الطلاب السوريين بعد دمجهم في المدارس التركية؟

يتصدر ملف التعليم حديث الشارع السوري في تركيا هذه الأيام، بالتزامن مع بداية العام الدراسي وبدء انتقال الطلبة السوريين من مرحلة إلى أخرى، فمنهم من كان في المدارس السورية المؤقتة وانتقل إلى المدارس التركية (الخامس والتاسع).

وعملت وزارة التربية التركية خلال السنوات السابقة على دمج الطلاب السوريين في المدارس التركية، حيث بدأت العملية بضم الصف الأول والخامس ثم الطلاب في المرحلة الثانوية، واستمرت خلال السنوات الثلاث الماضية لتنتهي في السنة القادمة بضم جميع الطلبة السوريين الذين يدرسون في المدارس السورية المؤقتة.

 

الصعوبات

ويواجه الطلاب وذووهم صعوبات عديدة خلال هذه المرحلة، فقد اعتاد أولادهم على التواجد إلى جانب معلميهم ورفاقهم من السوريين في مدرسة واحدة، وبدأت مرحلة الانتقال إلى مدارس متفرقة والبدء بدراسة منهاج تركي جديد عليهم، حيث تتجلى الصعوبة في عدم القدرة على الاستيعاب السريع للدروس في ظل صعوبة القراءة والكتابة باللغة التركية.

أحد المعلمين السوريين شرح لأورينت نت آلية الانتقال، والتي تتم عن طريق المدرسة السورية التي تعطي بيانات الطالب لذويه ولهم حرية نقله إلى أقرب مدرسة تركية، وهذا بالنسبة للطلاب الصغار، أما بالنسبة لطلبة (المرحلة الثانوية) فله حرية الاختيار بين المدارس الصناعية والمهنية والعامة والشرعية (إمام وخطيب).

بدوره، أشار الطالب (محمد) من طلاب الصف العاشر في أحد المدارس التركية إلى الصعوبات التي تواجههم بقوله: "أكبر المشاكل التي تواجهنا في المدارس التركية هي صعوبة التواصل والتآلف بين الطلاب السوريين والأتراك والمعلمين، وذلك يعود لعدم تمكن بعضنا من اللغة التركية بشكل كامل، كما أن المنهاج الدراسي صعب للغاية علينا، وأغلب الطلاب يرتادون المعاهد الخاصة لمساعدتهم على حل واجباتهم وفهمها بشكل جيد".

وبالدخول إلى المدارس التركية والنظر إلى رأي الطلاب وذويهم بطريقة المعاملة بين الطلاب ومعلميهم الأتراك، فقد أبدى مجمل الطلاب ارتياحاً كبيراً مع الأيام الأولى للدراسة، لا سيما عند معرفتهم بحسن المعاملة والمساعدة التي يقدمها المعلمون والطلاب الأتراك للسوريين.

ويعتبر الطلاب الصغار (المرحلة الابتدائية) ممن دخلوا إلى المدارس التركية من الصف الأول والثاني، أقل تعرضاً لصعوبات من طلاب المراحل المتقدمة، وذلك لسهولة تعلمهم اللغة التركية كأقرانهم من الأتراك.

 

الآليات والحلول المتبعة

وتقدم هذه المعاهد فرصة جيدة لحل مشاكل التأخر المدرسي للطلاب السوريين، بحكم صعوبة التأقلم، وذلك عن طريق مدرسين أتراك وسوريين مختصين في ظل جهل أغلب الآباء والأمهات للغة التركية وعدم قدرتهم على متابعة أولادهم دراسياً.

وعند سؤال أورينت لبعض الآباء والأمهات حول الحلول المتاحة، أكد معظمهم  بأن المعاهد دفعت الطلاب إلى مستوى متقدم من الفهم والتأقلم، بينما أشار البعض إلى وجود بعض الصعوبات لا سيما في التقاطع بين آلية الحل والمتابعة مع المدرسين في المراكز وفي المدرسة.

في حين أن بعض الطلاب السوريين يحاولون الاستعانة بمعلمين أتراك ليساعدوهم في فهم بعض المواد الأدبية الموجودة ضمن المراحل المتقدمة دراسياً، كما يعاني البعض منهم من صعوبات الترجمة بين اللغات العربية والتركية والإنكليزية في بعض النصوص والواجبات.